تدبرات في سورة البقرة ((الجزء الاول))


أقرأ أيضا : تأملات في سورة البقرة الجزء الثاني 




الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

  • لما قال العبد بتوفيق ربه : (اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ؛ قيل له : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ) البقرة 
  •  كُلُّ كتابٍ يبدأ قائلهُ باعتذارٍ عن التقصير .. إلا كتاب الله ﷻ !! فقد بدأ فيه بالتحدّي ﴿ الم .. ذلك الكتاب لا ريب فيه ﴾/ روائع القران 
  •  هو مطلوبك ؛ وفيه أربك وحاجتك ؛ وهو الصراط المستقيم : (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) البقرة 
  •  قوله عن القرآن:﴿هدى للمتقين﴾ تنويهٌ بمنزلة التقوى وأن المتصف بها هو المنتفع بالقرآن المهتدي بأنواره المطلع على دقائق أسراره. ./ روائع القرآن...

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
  • أهتم القران الكريم بمدح المنفقين والحث على الأنفاق ،إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقى الأمم وسلامتها من كوارث شتى ، كالفقر والجهل والأمراض المتفشيه ، فببذل المال تسد حاجات الفقراء وتشاد معاهد التعليم وتقام وسائل حفظ الصحة ، إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال " محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل
  • كثيرا ما يجمع الله عز وجل بين الصلاة والزكاة في القرآن فما السبب ؟؟ لأن الصلاة متضمنة الإخلاص للمعبود، والزكاة متضمنة الإحسان على عبيده ،فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود ، وسعيه في نفع خلقه ، كما أن عنوان شقاوة العبد  عدم هذين الأمرين منه ، فلا إخلاص ،ولا إحسان .((تفسير السعدي))
  • في قوله تعالى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) أتى بمن الدالة على التبعيض ، لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءا يسيرا من أموالهم غير ضار لهم ولا مثقل ، بل ينتفعون هم بانفاقه ، وينتفع بهم أخوانهم وفي قوله ( رَزَقْنَاهُمْ ) إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم ليست حاصلة بقوتكم وملككم أنما هي رزق الله ، الذي خولكم ، وأنعم به عليكم ، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده فاشكروه باخراج بعض ما أنعم به عليكم (( تفسير السعدي))

أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
  • قال تعالى "أولئك على هدى" جاء بلفظ "على" اي مستعلين بهدايتهم، واما اذا ذكر تعالى اهل ضلالة قال"أولئك في ضلال مبين" اي منغمسين بها. ./ عبد المحسن المطيري




    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
  • ﴿ ومن الناس من (يقول) آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هـم بمؤمنين ﴾ الإنسان لا يقيّم بأقواله.. بل بأفعاله ! / نايف الفيصل 
  •   الدعاوى تحتاج براهين عملية تصدقها / د. حسين المالكي



مِن أشد العقوبات أن يُحرَم العبد نور الله الذي يميز بين الإصلاح والإفساد، بين الخير والشَّر، بين العقل والسَّفَه، ثم يخذل فيعمه في طغيانه يحسب حقًّا. إبراهيم العيدان

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11)
  • إذا استقوى فكرهم وضعفت هيبتك فترقب قلب المعايير؛لأنهم سيقولون أنت المفسد وهم المصلحون (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في اﻷرض قالوا إنما نحن مصلحون)! /سعود الشريم
  •  

أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)
  • بعض منافقي زمننا أشد نفاقا من بعض من في زمن النبيﷺ،فإن كان الله قال عنهم (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) فمن في زمننا يفسدون وهم يشعرون. / سعود الشريم
  •  لايشترط في الرد على المخطئ أن يرى انه مخطئ، بل قد يظن انه محسن، ومع هذا لابد من التذكير ﴿ألاإنهم هم المفسدون ولكن"لايشعرون"﴾../ عبد المحسن المطيري

وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
  •  قال تعالى عن المنافقين ( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ ) البقرة 14 ، فتأمل كيف قالوا : ( إِنَّا مَعَكُمْ ) مع أن مقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك ؛ لأن المؤمنين يشكون فى إيمان المنافقين ، وقومهم لا يشكون فى بقائهم على دينهم ؛ لأنه لما بدا من إبداعهم فى النفاق عند لقاء المسلمين ما يوجب شك كبرائهم فى البقاء على الكفر ، وتطرق به التهمة أبواب قلوبهم : احتاجوا إلى تأكيد ما يدل على أنهم باقون على دينهم !" ابن عاشور / التحرير والتنوير 1 / 287 
  •  ﴿ وإذا خلوا إلى شياطينهم ﴾ شياطينهم = أصحابهم كم من صاحب شيطان لكنه في صورة إنسان !! / نايف الفيصل


مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) 
  • تأمل فى قوله تعالى عن المنافقين : ( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) البقرة 17 كيف قال ( بِنُورِهِمْ ) فجعله واحدا ، ولما ذكر (ظُلُمَاتٍ )جمعها ؛ لأن الحق واحد ـ وهو الصراط المستقيم ـ بخلاف طرق الباطل ، فإنها متعددة متشعبة ، ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل ، كقوله : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ....... ) البقرة 257 ابن القيم / الفوائد ص127.
  •  


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)


قلنا المناسبة :. إن الله لما ذكر أصناف الخلق الثلاثة ( المراد بهم المؤمنون , الكفار , المنافقون ) خاطبهم أجمعين بعبارة " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ . . . إلى آخر الآيتين " أراد الله من هذا أن يبين حقيقة البعث والنشور.
و ذكر في هذه الآيتين ثلاثة براهين على وجود البعث والنشور
البرهان الأول: هو ( الإيجاد و الخلق الأول ) وهذا بقوله " اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ " ومعلوم قطعاً أن من قدر على الخلق الأول قادر على الخلق الثاني وهذا بينة الله في غير سوره .
وقلنا نحن نبين لك كيف تفسر كتاب الله لا نريد أن نلقن وتحفظ كيف تفسر كتاب الله , هذه الطريقة بينها الله في أشياء عدة قال الله جل وعلا في سورة يس : " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ " وقال أيضاً في سورة الإسراء : " فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ " فالاتكاء في الدليل على الإيجاد الأول هذا أول البراهين على أن هناك بعث ونشور .
البرهان الثاني: ( ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان) , وفائدة الذكر أن من قدر على خلق الأعلى قادر على أن يخلق ما هو دونه , والله جل وعلا خلق السموات والأرض فمن باب أولى هو قادر على أن يحي الناس بعد موتهم ودليل هذا في القران في سورة فاطر " لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ " وقوله في سورة يس : "أَوََلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ "
البرهان الثالث : ( القياس ) و أن الله جل وعلا قال " وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ " فالأرض كونها ميتة وينزل عليها من السماء "أي من السحاب "مطراًً فتحيى من جديد هذا يدل على أن من أحياها قادراً على أن يكون على يديه البعث والنشور وهذا يفسره القرآن قال الله جل وعلا في سورة فصلت : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " فبين سبحانه بأنه القادر على أن يحي الأرض بعد موتها قادر بقدرته وعظمته وجبروته وعزته وسلطانه على أن يحي الناس ويعيدهم بعثاً ونشوراً بعد أن كانوا أمواتاً .
فاجتمعت في هاتين الآيتين ثلاثة براهين على إثبات حقيقة البعث والنشور
الشيخ صالح المغامسي


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) 
هذه الآية فيها مبشّر وفيها مبشر وفيها مبشّر به وفيها سبب للبشارة.
أما المبشِر: فهو النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يقوم مقامه بعده من أمته في الدعوة إلى الدين من أمته.
وأما المبشَّر : فهم المؤمنون .
وأما المبشَّر به : فهي الجنات، على ما وصفها الله جلا وعلا.
وأما أسباب البشارة فهي الإيمان والعمل الصالح.
البشارة للمؤمنين/
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)
  • فى القران بضعة وأربعون مثلا ، والله تعالى ـ بحكمته ـ يجعل ضرب المثل سببا لهداية قوم فهموه ، وسببا لضلال قوم لم يفهمو حكمته ، كما قال تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً ) البقرة 26 الشنقيطى / أضواء البيان 3 / 97


الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)








وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)




يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) 

  • قال بعض العارفين عبيد النعم كثيرون ، وعبيد المنعم قليلون ، فالله تعالى ذكر بني إسرائيل بنعمه عليهم حتى يعرفوا نعمة المنعم، فقال : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ) ، أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكرهم بالمنعم (فاذكروني اذكركم ) يتعرفوا من المنعم على النعمة ، وشتان بين الأمرين
اللهم اجعلنا من الشاركين لك

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)

  •  " الصبر زاد ، لكنه قد ينفد ،لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة ؛ لتمد الصبر وتقويه  (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة 45 د/ محمد الخضيرى
  • ( وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )البقرة 45 ، المعنى أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله والصلاة من حيث إنها قيام وركوع وسجود وجلوس ليس فيها صعوبة ، والصعوبة من جهة أن الصلاة بحق هى التى يدخلها المصلى بقلب حاضر ، فيؤديها مبتغيا رضا الله ، تاليا القران بتدبر ، ناطقا بالدعوات والأذكار التى تشمتل عليها عن قصد إلى كل معنى ، دون أن تجرى على لسانه ، وهو فى غفله عن معانيها التى هى روح العباده . محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل 





وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)

  • فإغراق العدو أو هلاكه نعمة ، وكونه ينظر إلى عدوه ـ وهو يغرق ـ نعمه أخرى ؛ لأنه يشفى صدره ؛ وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله عز وجل ـ ولهذا فى غزوة الأحزاب نصروا بالريح التى أرسلها الله تعالى . ابن عثيمين / تفسير القران 3 / 125 
  •  ( وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) البقرة 50 " لما كان الغرق من أعسر الموتات وأعظمها شدة ، جعله الله تعالى نكالا لمن ادعى الربوبية ، وعلى قدر الذنب يكون العقاب ، ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء ، انحطاط المدعى وتغييبه فى قعر الماء " الألوسى / رواح المعانى  
 
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)
  • الحكمة من جعل الماء اثنتي عشرة عينا : أن قوم موسى كانوا كثيرين وكانوا في الصحراء والناس إذا اشتدت بهم الحاجة إلى الماء ثم وجدوه فإنه يقع بينهم تشاجر وتنازع فأكمل الله هذه النعمة بأن عين لكل سبط منهم ماء معينا على عددهم لأنهم كانوا اثني عشر سبطا







وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)








ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
  • ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) البقرة 74 فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن فى الموجودات ما هو أشد صلابة منها : هى أن الحديد والرصاص إذا أذيب فى النار ذاب ، بخلاف الحجارة . ابن سعدى / تفسيره ص 55




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)


مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
  • "إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم ، فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى ، كقوله تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )البقرة 106 وقوله : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ ) النساء 130 وفى هذا المعنى أيات كثيرة "ابن السعدى "فحاول وفقك الله أن تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذى نبه إليه الشيخ رحمه الله . القواعد الحسان فى تفسير القران ص 103



وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
  • " تدبر قوله تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة 109،تجده دليلا واضحا على أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان ، فإنهم لم يحسدوا غيرهم عليه ، إلا بعد أن تبينت لهم حقيقته إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل عندهم ، وفى أيديهم ما يزعمون أنه خير منه . الإمام القصاب / نكت القران 1 / 132







وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)
  •  "فى قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة 111 ، دليل على أن كل مدع دعوى محتاج إلى تثبيتها ، وإقامة البرهان عليها ، وإذا كان المدعى عن شىء لله : لم يقبل ذلك البرهان إلا عن الله تعالى ؛ لقوله فى الأيه التى قبل هذه ( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا ) ؟ البقرة 80 . القصاب / نكت القران 1 /136 

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)









    الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)
    •  " إذا ذكر أهل الكتاب فى القران بصيغة ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) البقرة 121، فهذا لا يذكر الله إلا فى معرض المدح ، وإذا ذكروا بصيغة ( أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتابِ ) ال عمران 23 ، فلا تكون إلا فى معرض الذم ، وإن قيل فيهم : ( أوتوا الكتاب ) فقد يتناول الفريقين ؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط ، وإذا جاءت ( أهل الكتاب ) عمت الفريقين كليهما . " ابن القيم / مفتاح دار السعاده 1 / 104



    وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
    • ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) البقرة 126، تأمل التلازم الوثيق بين الامن والرزق ، وبين الخوف والجوع تجده مطردا فى القران كله ، مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن ؛ لما يترتب على ذلك من أثار كبرى فى حياة الناس وعباداتهم واستقرارهم البدنى والنفسى ، وأى طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف ؟ بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا ، وتدبر سورة قريش تجد ذلك جليا . أ . د . ناصر العمر



    رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
    •  " لقد كان نبى الله إبراهيم يحمل هم هداية الأجيال القادمة ، ولم يقصر نظره على جيله ، أو بيته ، أو أهله فقال : ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ) البقرة 129 ، فيا له من هم ما أكمله ، ويا لها من نفس ما أزكاها !" د . محمد الخضيرى



    أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
    • " للتأمل : أية فى سورة البقرة ـ وفى الجزء الأول تحديدا ـ أدرج فيها العم ضمن الأباء ، فما هى ؟ هى قوله تعالى ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة 133 ، قال ابن كثير رحمه الله : وهذا من باب التغليب لأن إسماعيل عم يعقوب . "



    اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)
    • "( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) البقرة 138 فسمى الدين صبغة استعارة  ومجازا ، حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين ، كما يظهر أثر الصبغ فى الثوب . القرطبى / أحكام القران 2 / 144


    <![endif]-->

    إرسال تعليق

    0 تعليقات