أهداف ومقاصد سورة ق


أهداف ومقاصد سورة ق


المصدر : البيان القرآني ، شرح د/ محمد الخضيري


الخريطة الذهنية لموضوعات السورة 






سورة ق

هدف السورة :قضية البعث وما يدور حوله (التفسير المباشر)  ،الاختيار بين الهدى والضلال
التصنيف : مكية
سبب التسمية :ورود قوله تعالى (ق) في مطلعها
آياتها :45
أسمائها : ق، ق والقرآن المجيد

هدف السورة : اختيار طريق الجنّة أو طريق النار

  •  هي سورة مكية وتتحدث عن قضايا العقيدة وبالأخص قضية البعث بعد الموت والجزاء والحساب وان كانت تحدثت عن التوحيد وتحدثت عن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالقرآن،

  • افتتحت بالقرآن واختتمت به  : قال الله فيها (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ) ، وختمت بقوله (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) وهذا من باب التناسب بين فاتحة السورة وخاتمتها.
  • السورة مكّية وقد بدأت بالقسم بالقرآن الكريم الذي يكذب به المجرمون. وفيها تعرض الآيات طريق النار وطريق الجنة عن طريق حوار في الآيات بين الملائكة وأهل النار والعياذ بالله (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) آية 23 إلى (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) 30. وبينهم وبين أهل الجنة جعلنا الله تعالى منهم (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) آية 31 إلى (لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) 35. 

ونلاحظ بلاغة التعبير القرآني في قوله تعالى: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) وبين قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين) فالنار تقول هل من مزيد دليل على سعة جهنم وأنها تتسع لكل المجرمين والكفار لو ألقوا فيها، أما الجنة فقد أدنيت من المؤمنين المتقين حتى تكون بمرأى منهم زيادة في إكرامهم. فبعد هذا التصوير الدقيق يا ترى ماذا نختار؟؟
  • وفي السورة أيضاً عرضت الآيات للنوازع الثلاثة التي قد تؤثّر على الإنسان وتؤدي إلى هلاكه:

  1. وسوسة النفس البشرية: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) آية 16. 
  2. وسوسة الشيطان: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) آية 23. 
  3.  الغفلة: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) آية 37.

  • وتختم الآيات في هذه السورة بتذكرة الناس بالقرآن الكريم لأن فيه التذكرة لمن خاف عذاب الله وأراد أن يتّقيه فينجو بفضل الله تعالى (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) آية 45 .

  • ثم هناك أمر آخر انتبه له القدامى في السور التي تبدأ بالأحرف المقطعة وهي أن هذه الأحرف تطبع السورة بطابعها فعلى سبيل المثال: سورة ق تطبع السورة بالقاف (القرآن، قال، تنقص، فوقهم، باسقات، قبلهم، قوم، حقّ، خلق، أقرب، خلقنا، قعيد، وغيرها).

  •   ومن عجائب هذه السورة وتمام مناسبتها لسورة الحجرات: 
أن الله قال فيها (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾) لماذا ؟؟ لأن سورة الحجرات كلها في الألفاظ، من أول شيء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) إلى آخر شيء (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)

  ولذلك هنا قال (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) حتى لو كان حرف واحد (إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فإن قلت هل كل ما أتكلم به يُكتب؟؟؟ نعم يكتب!
حتى حرّ وبرد واه وأف وأح كلها تكتب، لكنك لا تُجازى إلا على ما فيه خير أو شر، فإذا جئت يوم القيامة ووضع الكتاب بين يديك مدّ البصر وبدأت تتصفحه (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسبيا)
تهوّلت انه ما من لفظ خرج من فمك إلا وقد قُيد، ولذلك المجرمون ماذا يقولون؟
( يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا )
لكن لا تجازى إلا على ما يكون به الجزاء من خير أو شر، وأما كلمة أح وأخ وبرد فإنك لا تجازى ولكن تراها، تُحسب! ولذلك تتندم على أنك ما وضعت بدلها:

سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر.

إرسال تعليق

0 تعليقات