لماذا قرن الله عز وجل بين الأحبار والذين يكنزون الذهب والفضة


بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا قرن الله عز وجل بين الأحبار والذين يكنزون الذهب والفضة في سورة التوبة ؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)


يقول ابن عاشور في التحرير والتنوير : جملة (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) معطوفة على جملة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا ) ، والمناسبة بين الجملتين : أن كلتيهما تنبيه على مساوي أقوام يضعهم الناس في مقامات الرفعة والسؤدد وليسوا أهلا لذلك ، فمضمون الجملة الأولى بيان مساوي أقوام رفع الناس أقدارهم لعلمهم ودينهم ، وكانوا منطوين على خبائث خفية ، ومضمون الجملة الثانية بيان مساوي أقوام رفعهم الناس لأجل أموالهم ، فبين الله أن تلك الأموال إذا لم تنفق في سبيل الله لا تغني عنهم شيئا من العذاب . كلاهما يصد عن سبيل الله

فكلاهما يكتم ما آتاه الله من فضله
فالأحبار والرهبان يكتمون العلم والهدى وهؤلاء يكتمون المال 


كما نلاحظ أن الله عز وجل لم يقل ( يا أيها الذين آمنوا إن الأحبار والرهبان) ، هذا تعميم، بل قال : ﴿ إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ ﴾، ليعلمنا ألا 
نطلق حكماً عاماً على كل الناس


if condition="$post[postcount] == 1">

إرسال تعليق

0 تعليقات