بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جاءت هذة الآية في سورة البقرة بين آيات الطلاق لنكتة لطيفة
فهذة النقلة تصور لنا ما يجب ان يكون عليه المؤمن إذا سمع نداء الواجب الروحي وهو منهمك في معركة الحياة
ولأن الذي لا يحافظ على صلاته لن يحفظ زوجته وهذه اشارة لكل أبٍ يتقدم لابنته خاطب أن يتحرى أنه لا يضيع الصلاة أو رب العالمين من قلبه لأنه بهذا يكمئن أن هذا الرجل لن يضيّع ابنته.
قال عمر بن الخطاب: إذا كان المرء للصلاة مضيّعاً فلغيرها أضيع.
فالصلاة إذن فيها كل شيء وحياة زوجية بلا صلاة لا خير فيها ، ويجب أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على الدين ، والصلاة هي أساس الدين ،وعلاقة بدون صلاة يعني علاقة بدون طهارة وعلاقة فيها بُعد عن الله تعالى.
وفي الحديث الشريف: ” رحِم الله امرأة قامت إلى زوجها فأيقظته فتأبّى عليها فنضحت وجهه بالماء فباتا الليلة وقد غفر الله لهما”.
فيجب العودة إلى الله تعالى حتى تعود البركة على حياة الناس. والله تعالى في آية المحافظة على الصلاة يلفت نظرنا ويرشد الأُسر إلى أنه من أراد أن يبارك الله تعالى في حياته فعليه بالمحافظة على الصلاة وهل الذي يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم الذي يمشي سوياً على صراط مستقيم؟ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك)
جاءت هذه الآية في سياق آيات الطلاق لتذكر الناس بالصلاة لعدة أسباب:منها :
1- أن حالة الغم والهم التى تصيب الزوج والزوجة والأولاد حال الطلاق –
بل وتصيب الأهل أيضاً – ربما تجعلهم يتشاغلون عن أداء الصلاة فى وقتها,
وربما كانت هناك مشاحنة بين الطرفين تنسيهما فرض ربهما,
فجاءت الآية تذكرهم بالمحافظة على الصلاة مهما كانت الظروف.
2- كذلك فإنهم إذا صلوا رَقَّت قلوبهم بذكر الله ، فربما رجعوا عن عزمهم على الطلاق,
فماء الوضوء يطفئ الغضب الذى من الشيطان ،
وسيصلى الرجال فى مسجد واحد ، يجمع أهل الزوج مع أهل الزوجة مع المأذون مع الأولاد، فيُحدِث ذلك أُلْفة بينهم ، لأن الصلاة تجعل القلب يسجد للرحمن ويخرج منه الشيطان ، فتكون الصلاة بما فيها من ذكر وخشوع لله تعالى قد فضت النزاع
بينهم، وحافظت على الأسرة المسلمة من الهدم ، وما يترتب عليه
من تشريد الأطفال, وفساد ذات البين الذى يحدث بين أهل الزوج وأهل الزوجة
, وغير ذلك من مساوئ الطلاق التى لا تخفى على عاقل,
فإن أسوأ ما يفعله الشيطان بالإنسان, هو أن يفرق بينه وبين أهله
, قال رسول الله إن إبليس يضع عرشه على الماء, ثم يبعث سراياه,
فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة, يجىء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا,
فيقول: ما صنعت شيئاً, ويجىء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه
وبين أهله, فيدنيه منه, ويقول: نعم أنت)) [صحيح الجامع:1526]
فحين يطلق زوجته يصبحان عرضة للفتن والشهوات,
قال رسول الله إن أبغض الحلال الي الله الطلاق
[سنن ابن ماجه, السنن الكبرى للبيهقى]
0 تعليقات