سورة البقرة
هدف السورة : الاستجابة التامة والطاعة وأخذ احكام الله عز وجل بقوة وجد ( د/ الخصيري )
إعداد الأمة المحمدية للخلافة في الأرض وحمل أمانة الدين وتبليغها
سبب التسمية :قصة البقرة رمز للاستجابة لله ولرسوله والطاعة التامة والتسليم المطلق
التصنيف : مدنية
آياتها : 286
أسمائها : أم الكتاب، أم القرآن، السبع المثاني، الصلاة، الرقية
هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع بداية تأسيس الامة الاسلامية (السور المدنية تعنى بجانب التشريع) وأطول سور القرآن وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة.
وهي أكثر سور القرآن آيات وأحكام
فضل السورة :
ورد في عدد من الأحاديث الصحيحة منها: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) وفي رواية (كأنهما غمامتان او ظلتان)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم والترمذي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" أي السحرة، رواه مسلم في صحيحه.
الخريطة الذهنية لموضوعات السورة
سورة البقرة ((الجزء الأول ))
محاور الجزء الأول للسورة :
- أصناف الناس في الاستجابة لله تعالى والطاعة له : 3 ( المؤمنين - الكفار - المنافقين )
- أمر الناس باتباع المنهج
- 3 تجارب (قصة آدم " نموذج الاستخلاف الأول (تجربة تمهيدية ) " ، قصة بني إسرائيل وأسباب عزلهم عن القوامة والخلافة (نموذج فاشل للاستخلاف في الأرض )، قصة إبراهيم عليه السلام (نموذج ناجح للاستخلاف في الأرض )
شرح المحاور الثلاث :
1- أصناف الناس في العبادات 3 ( المؤمنين - الكفار - المنافقين ) من آية 1 إلى 20 :
- المؤمنين ( 5:2 ) ((من استجاب لله عز وجل )) صفاتهم وجزاؤهم : ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
- الكفار( 7:6) ((قوم لم يستجيبوا لله عز وجل )) صفاتهم وجزاؤهم : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
- المنافقين ((قوم قوم أظهروا الاستجابة وأبطنوا الكفر )) (8 : 20) صفاتهم وجزاؤهم
2- أمر الناس باتباع المنهج + مظاهر من قدرة الله تعالى ( من 21 إلى 29 )
3 تجارب
1- قصة آدم عليه السلام : نموذج الاستخلاف الأول (تجربة تمهيدية ) من (30 : 39 )
وهو مثال لفرد في الاستجابة إذا أردت أن تكون مسؤولا عن الأرض يجب أن يكون عندك علم لذا علّم الله تعالى آدم الاسماء كلها وعلّمه الحياة وكيف تسير وعلّمه تكنولوجيا الحياة وعلّمه أدوات الاستخلاف في الأرض : وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
وهذا إرشاد لأمة الاسلام إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن الأرض فلا بد لهم من العلم مع العبادة فكأن تجربة سيدنا آدم عليه السلام هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى وكيفية المسؤولية عن الأرض.
ثم جاءت الآية (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ آية 36
ترشدنا أن النعمة تزول بمعصية الله تعالى. وتختم قصة آدم بآية مهمة جداً (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 38
وهي تؤكد ما ورد في أول سورة البقرة (هدى للمتقين) ومرتبطة بسورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم).
قصة آدم عليه السلام بدأت بذكر نعم الله عز وجل عليه ، من تكريم في خلقه وأمر الملائكة بالسجود له وجعله خليفة واسكنه جنته ثم أعرى به إبليس فوسوي لآدم وزين له المعصبة فعصى آدم الله عز وجل فأخرجه الله من الجنة
فانتبه هذه الأوامر المذكورة في السورة لك إن أخذت بها سعدت ونلت أعلى المراتب ، وإن تخلفت نالك ما نال أباك (د/ الخضيري)
2- قصة بني إسرائيل وأسباب عزلهم عن القوامة والخلافة (نموذج فاشل للاستخلاف في الأرض ) مثال لأمه في الاستجابة ، حتى لا يظن أحد أنه خاص بالافراد دون الأمم
بدأت أيضا بذكر تكريم الله عز وجل لبني إسرائيل ( أني فضلتكم على العالمين ) وتعداد النعم عليهم
تعداد نعم الله تعالى على بني اسرائيل: الآيات 49 – 50 – 51 - 52
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (آية 49)وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (آية 50)
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (آية 51)
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (آية 52)
عرض أخطاء بني اسرائيل (بهدف اصلاح الامة الاسلامية) الآيات 55 – 61
وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم واصلاحها ومن هذه الأخطاء:
- أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع الله تعالى
- المادية
- الجدل الشديد
- عدم طاعة رسل الله
- التحايل على شرع الله
- عدم الإيمان بالغيب
ولكنهم قابلوا ذلك بالتمرد والعصيان والاختلاف على الأنبياء والتخلف عن طاعة الله عز وجل
فلما عصوا كانت النتيجة (ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله ) ، وإنتقال القبلة منهم
فعجل بالإجابة لاوامر الله ولا تتأخر كما فعل بنو إسرائيل
3- قصة إبراهيم عليه السلام (نموذج ناجح للاستخلاف في الأرض )
قصة إبراهيم عليه السلام نموذج لفرد أخذ اوامر الله عز وجل بحد وقوة
امتحن الله عز وجل إبراهيم بأوامر (فأتمهن)
فكانت النتيجة : ( إني جاعلك للناس إماما)
نموذج ناجح للإستخلاف في الأرض (قصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام وهي آخر تجربة ورد ذكرها في السورة.
وفي هذه الآية اثبات أن الاستخلاف في الارض ليس فيه محاباة فالذي يسير على منهج الله وطاعته يبقى مسؤولا عن الأرض والذي يتخلى عن هذا المنهج لا ينال عهد الله (لا ينال عهدي الظالمين). امتحن الله تعالى سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام بكلمات فلما أتمهن قال تعالى (اني جاعلك للناس اماما) ثم دعا ابراهيم ربه أن يبعث في هذه الأمة رسولا منهم (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ) آية 136. وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم الآية (قولوا آمنا بما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم ) جاء ذكر الانبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة الفاتحة (صراط الذين أنعمت عليهم) فكأنما كل هؤلاء المذكورين في آية سورة البقرة هم من الذين أنعم الله تعالى عليهم والذين يجب أن نتبع هداهم والصراط الذي اتبعوه.
وملخص القول في الجزء الاول من السورة أن بداية القصص الثلاث : قصة آدم (إني جاعل في الارض خليفة) وقصة بني اسرائيل (واني فضلتكم على العالمين) وقصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام (إني جاعلك للناس اماما) هذه القصص الثلاث بدايتها واحدة وهي الاستخلاف في الارض وعلينا نحن امة المسلمين أن نتعلم من تجارب الذين سبقونا وأن نستشعر الأخطاء التي وقعت فيها الامم السابقة ونعرضها على انفسنا دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه الاخطاء فتوقف عن ذلك ونحذو حذو الامم السابقة الذين نجحوا في مهمة الاستخلاف في الارض كسيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام وفي القصص الثلاث ايضاً اختبار نماذج مختلفة من الناس في طاعة الله تعالى فاختبار سيدنا آدم عليه الصلاة و السلام كان في طاعة الله (أكل من الشجرة ام لا) واختبار بني اسرائيل في طاعتهم لأوامر الله من خلال رسوله واختبار سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة لله تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات). وخلاصة أخرى أن الآمة مسؤولة عن الارض والفرد أيضا مسؤول وللقيام بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة وللأخذ بالعلم والتكنولوجيا.
المحور الثاني (163-283) مقومات استحقاق أمة الإسلام للخلافة والقوامة
بدأ بالأمر بالتوحيد
ثم الصلاة والزكاة والصيام والحج فرتبت الأحكام في السورة كما رتبت في الحديث (بني الإسلام على خمس .........)
ثم ذكر القضايا الإجتماعية (من نكاح وعدد)
ثم القضايا المالية ( فرغب في الصدقات وذكر ضدها ونهى عنه وهو الربا ثم ذكر أحكام الديون
ثم الصلاة والزكاة والصيام والحج فرتبت الأحكام في السورة كما رتبت في الحديث (بني الإسلام على خمس .........)
ثم ذكر القضايا الإجتماعية (من نكاح وعدد)
ثم القضايا المالية ( فرغب في الصدقات وذكر ضدها ونهى عنه وهو الربا ثم ذكر أحكام الديون
خاتمة السورة (284 – 286) دعاء وإجابة - الشهادة للأمة بالإيمان واللجوء إلى الله
الواجب عليك
اسمع وأطع وإياك التخلف والتملص فيكون مصيرك كمصير بني إسرائيل أو آدم عندما عصى الله عز وجل
آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)
اللهم اجعلنا ممن استمع القول فاستجاب واتبع احسنه
تم التجميع من شرح د/ الخضيري ومن موقع إسلاميات وصفحة خارطة القرآن
0 تعليقات