أهداف ومقاصد سورة الرحمن


اهداف ومقاصد سورة الرحمن





سورة الرحمن

هدف السورة :
بيان نعم الله تعالى في الدنيا والآخرة والحث على شكرها والتحذير من تكذيبها أو الغفلة عنها
قال البقاعي:
ولما ختم سبحانه القمر بعظيم الملك وبليغ القدرة، وكان الملك القادر لا يكمل ملكه إلا بالرحمة، وكانت رحمته لا تتم إلا بعمومها، قصر هذه السورة على تعداد نعمه على خلقه في الدارين، وذلك من آثار الملك، وفصل فيها ما أجمل في آخر القمر من مقر الأولياء والأعداء في الآخرة، وصدرها بالاسم الدال على عموم الرحمة براعة للاستهلال
التصنيف : مدنية
سبب التسمية :
لأنها استهلت بهذا الإسم الجليل كما ظهرت في جميع آياتها آثار الرحمة وظلالها
آياتها : 78
أسمائها : الرحمن




أهداف السور : د/ محمد الخضيري

  • سورة الرحمن سورة هي السورة الوحيدة في القرآن التي سميت باسم من أسماء الله وليس هناك سورة سميت باسم من أسماء الله إلا هذه السورة العظيمة. 
  • ولما قال (الرَّحْمَنُ) ذكر بعده قوله (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ) فبدأ بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان لبيان أن نعمة الله على عباده بالقرآن أعظم من نعمته عليه بخلقه وأنها أولى النعمتين بالشكر وأنها أدل على رحمته من خلقه حيث أنزل عليهم هذا القرآن الذي يهديهم ويدلهم على الطريق ويبين لهم سواء الصراط.
  •  وهذه السورة جمعت بين أمرين: التفكر في مخلوقات الله عز وجل وشكر نعمة الله جلّ وعلا ثم بيان المآل والمصير. ففي أولها (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) وفي كل مرة يقول بدءًا من هنا (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) يعني يا أيها الإنس ويا أيها الجن بأي ألاء ربكما تكذبان؟ بأي نعم الله تكذبون؟ ولما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة هذه السورة سكتوا، فقال ما لي أرى الجن خيرٌ جوابًأ منكم ما قرأت عليهم هذه السورة فسمعوا قول الله (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) إلا قالوا: لا ولا بشيء من نعم ربنا نكذّب. فالنبي صلى الله عليهم وسلم يثني عليهم بجوابهم كيف أنهم كانوا يجاوبون مع كل واحدة وقد جاءت (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) في هذه السورة 31 مرة بعد كل نعمة تقريبًا تُذكر.
  •  ثم ذكر خلق الإنسان (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَار ) وذكر كثيرًا من هذه النعم إلى أن جاء إلى يوم القيامة وذكر قيام القيامة وانقسام الناس إلى ثلاث فرق: المجرمون الذين سيكون مآلهم النار، والمؤمنون وهم على صنفين: السابقون وأهل اليمين فأما المجرمون فقد قال الله عز وجل (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ) أي علاماتهم، لهم علامات يعرفون بها يوم القيامة (فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ) يؤخذ المجرم من ناصيته وقدمه يعني في أقبح هيئة وأدلّها على الإذلال والإهانة فيلقى في جهنم، قال في سورة الشعراء (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) دلالة على عدم المبالاة والإهانة والإذلال التام الذي يلقاه هؤلاء في الآخرة. قال الله عز وجل (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ) يعني بين النار وبين الماء الحار.
  •  ثم انتقل بعد ذلك إلى قوله (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) هذا الصنف الأول من المؤمنين وهو أن الله يجعل للمتقين من المؤمنين أو للخائفين من مقام الله من المؤمنين وهم السابقون جنتان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جنتان من ذهب آنيتهم وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما" وهم المشار إليهما بقوله (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) ما معنى أفنان؟ أي أغصان، قال (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ) بينما في الجنتين القادمتين (فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ) أقل منهما. قال (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ) من كل فاكهة بينما في الثانية قال (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) فهي أقل من الأولى. قال (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) واستمر يوصِّف هاتين الجنتين ثم انتقل بعدهم إلى الجنتين اللتين من دونهما قال (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) وهما الجنتان اللتان ستكونان للأبرار أو لأهل اليمين وختمت السورة بهذا قال الله عز وجل (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).




أهداف السور : البيان القرآني
هدف السورة: التعرف إلى الله تعالى من خلال النعم

سورة الرحمن مكّية وهي تعرف بـ (عروس القرآن) كما ورد في الحيث الشريف: (لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن). وقد ابتدأت بتعداد نعم الله تعالى على عباده التي لا تحصى ولا تعد وفي طليعتها تعليم القرآن. ثم أسهبت الآيات في ذكر نعم الله تعالى وآلائه في الكون وفي ما خلق فيه (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) آية 7، و (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) آية 10، و (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) آية 12، و (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) آية 19. ثم عرضت السورة لحال المجرمين (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) آية 41 وحال المتقين السعداء (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) آية 46 وتكرر فيها ذكر (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وردت 31 مرة في السورة. وقد ورد في الحديث عن ابن عمران أن رسول الله r قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال: ما لي أسمع الجنّ أحسن جواباً لربها منكم؟ ما أتيت على قول الله تعالى (قبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: لا بشيء من نعمك نكذب فلك الحمد.

فكيف نختار بعد أن تعرّفنا على كل هذه النعم من الله تبارك وتعالى؟
  • وهذ السورة هي أول سورة في القرآن موجهة إلى الجنّ والإنس معاً وفيها خطاب مباشر للجن (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) آية 31 إلى 33.


  • وختمت السورة بتمجيد الله تعالى والثناء عليه لأن النعم تستحق الثناء على المنعم وهو أنسب ختام لسورة سميّت باسم من أسماء الله الحسنى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) آية 78 وهذا الختام يتناسب مع البداية في أروع صور البيان.



إرسال تعليق

0 تعليقات